الخميس، 15 أغسطس 2019

عن "حديث الصباح والمساء" لنجيب محفوظ

تنحصر بين البناء واستعراض الحيوات عبر الزمن، محملة برؤى كاتبها. أما الاستعراض فكان أصدق وأمتع في النسخة الأكثر مباشرة من أعمال محفوظ، وأعني "المرايا"، ولم يتمكن المدى الزمني الواسع في "حديث الصباح والمساء" من إضافة كبير عمق للدلالة.

المتعة الحقيقية تقتصر عندي على تخيل عملية البناء، وبراعة تنفيذها. ثمة تحد حقيقي: النبذات كلها مرتبة حسب أحرف الأبجدية، وأسلوب إنشائها واحد، مقتضب ولمحات الجمال بالسرد محدودة. عندما فرغ من مخطط شخصياته وجد إعادة الإبحار بمنطقة قريبة من أجواء الثلاثية تتعذر، والطاقة لا تسمح بمعالجة بهذا القدر من الطول دون كثير طائل. أتت الرواية على هيئة مخطط الشخصيات ذاته دون زيادة، مع بذل الجهد في التقديم والتأخير عبر اختيار الأسماء. ينتاب القارئ النسيان مرات والملل (غير المتحقق في المرايا) ولكن سرعان ما يتم استرجاعه إلى شخصيات المركز التي يتمحور حولها السرد، وأبرزها راضية.

تمرين كتابة ضخم أطلعنا عليه نجيب.

 

ليست هناك تعليقات: